الهرمونات والتقلبات المزاجية والصحة النفسية
الهرمونات عناصر مهمة جداً في حياتنا، تعمل كمحركات في العمليات الفسيولوجية للجسم، تحمل رسائل للأعضاء والعضلات والجلد والأنسجة الأخرى فمثلاُ هرمونات الأنوثة مثل الاستروجين والبروجسترون والأكسيتوسين والبرولاكتين وهرمونات الغدة الدرقية وهرمونات التستوستيرون والسرتونين الميلاتونين والدوبامين والادرينالين والكورتيزول وغيرها كلها تؤثر في الجسم وتساهم في قدرتنا على التفاعل والتعامل مع ما يصادفنا في حياتنا.
وتعمل الهرمونات لمساعدتنا على التجاوب مع المؤثرات وردود أفعالنا فتؤثر على صحتنا بشكل عام وبالتالي لها أثر على صحتنا النفسية، وقد يكون لها دور في حدوث تقلبات مزاجية، لأنها تفرز نتيجة الرسائل التي تصلنا حتى يمكن الجسم من التعامل معها. فمثلاً عندما يواجهنا خطر ندرك ذلك فتفرز هرمونات مثل الادرينالين والكورتيزول فيساعدنا على الهروب أو الاندفاع، وعند حدوث شيء جميل يفرز هرمون السعادة الدوبامين، وفي توقيت معين في الدورة الشهرية أو الحمل والولادة والرضاعة تفرز هرمونات الأنوثة، وارتفاع معدلات هرمون التستوستيرون فقد يسبب سرعة الانفعال والعدوانية والقابلية للعنف. التغير في المزاج شيء طبيعي، هي التقلبات الحادة والتي قد ينتج عنها اضطرابات ومشاكل هي التي يجب علينا مراقبتها وفهمها والتعامل معها لاستعادة والمحافظة على التوازن والاستقرار الجسدي والنفسي equilibrium.
الأنثى مثلها مثل الرجل كلنا كائنات بشرية تركيبتنا معقدة وبها جمال الخلق وإبداع الخالق سبحانه وتعالى، وخلقنا في هذه الحياة نواجهها بجمالها وتحدياتها. كلنا معرضين لمواجهة المشاكل النفسية في حياتنا سواء إناث أو رجال. لكن هناك فروقات في فسيولوجية الأنثى عن الرجل، ومعدلات هرمونات مختلفة ووظائف جسدية مختلفة وبالتالي تجاربنا في الحياة تتشكل بطريقة مختلفة، فالبنت مرورها بمرحلة البلوغ تختلف عما يعيشه الولد، وتجربة الدورة الشهرية والحمل والولادة والرضاعة وانقطاع الطمث كذلك تجارب تتميز بها الأنثى وقد تواجه فيها الأنثى تغيرات فسيولوجية وهرمونية ونفسية يجب فهمها والتعرف على كيفية التعامل معها بشكل سليم.
حسب إحصائيات تقارير المسح الوطني لتعزيز الصحة النفسية (2020) من أبرز المشاكل النفسية التي يمكن تواجه الأنثى في المملكة اضطرابات القلق، أو الهلع، أو الاكتئاب، أو ثنائي القطب واضطرابات التعاطي والإدمان أو اضطرابات الانفصال والانتباه وأنواع الفوبيا واضطرابات الأكل والشهية والهوس واضطراب ما بعد الصدمة أو الاضطرابات الذهانية.
إن تعرفك على فسيولوجية جسمك وطبيعتك الأنثوية بشكل جيد خطوة مهمة تزيد وعيك وإدراكك لمكوناتك وتزيد من قدرتك على استشعار التغيرات والتقلبات اليومية والشهرية والموسمية وعلاقتها بطبيعة ونمط حياتك اليومية وارتباطها بالظروف والمتغيرات من حولك وتزيد من قدرتك على التكيف والتعامل معها بصحة وعافية وتحد من ظهور الاضطرابات وتفاقم الصعوبات باذن الله تعالى.
استجابات